درس حياتي " نبيل " بقلم : ريمون فايز
إستمعت مؤخراً لأغنية "درس حياتي" للمطرب المصري "نبيل" أحد الأصوات التي يتبناها المنتج "نصر محروس" صاحب الباع الطويل المثمر في صناعة النجوم بالمجال الغنائي و الذي يستحق العديد من المقالات لسرد تجربته الفنيه المتميزه سواء كمنتج صاحب رؤيه ثاقبه مكتشفاً للمواهب الجيده أو كفنان ممارساً لفن الإخراج ثم كتابة الأغاني .
بدايتاً وجب التنويه أن وقت الأغنيه قصير جداً حيث يستغرق سماعها دقيقتين و ٣٧ ثانيه فقط ، ولا أرى غبار في ذلك طالما أن الفكره قد وصلت كامله و تم الإنتهاء منها ، فالإستمرار أكثر بمثابة إعاده و تكرار يلقي بالغنوه في فخ المط و الإطاله و هو ما لم يحدث تماماً بل بالعكس تشعر فور إنتهائها بالرغبه في تكرار سماعها لمره تلو الأخرى و هو المطلوب إثباته تجارياً و ناجحاً في تحقيقه منتج خبير يعرف تماماً من اين تؤكل الكتف.
كلمات : صابر كمال
ذلك الشاعر الموهوب و الذي سبق و تعاون مع المنتج "نصر محروس" في "ملطشة القلوب" و "ضارب عليوي" للمطرب "مصطفى شوقي" و كتب للعديد من المطربين أبرزهم "عمرو دياب" في "عم الطبيب" و "فاكر يا حب" .
فكرة الأغنيه لم تأتي بجديد على نقيض الصياغه و خاصتاً إختيار المفردات و الذي تم بعنايه . أعجبني تشبيهه محاولات تغيير الطبع البشري بالحرب التي باءت بالفشل الذريع في "اللي يحارب طبع بيخسر" كما أعجبتني جداً مهارته في بناء شطرة "ده التعب اللي تعبته عشانك .. لو راح نصه لعشره مكانك .... كان يحلفوا بحياتي" منهياً القافيه الرئيسيه بنفس الكلمه "حياتي" مع إختلاف المعنى ف "درس حياتي" بمعنى درس العمر و خلاصة فهم السنين أما الأخيره فهي كنايه عن مقدار مكانته في قلوب العشره المستبدلين بحبيبه الجاحد ناكر الجميل على حد وصفه ، أيضاً تعبيره في "لا جميل بقي ولا خيرك قرب" نجد "خيرك قرب" بأكثر من تأويل فالأول مشيراً للزمن (فقدان الأمل في أي خير يأتي سريعاً) و الثاني مشيراً للنوال (فهو لم يأخذ منه أي خير طوال فترة علاقتهم) ، كما جاءت شطرة "لو عندك إحساس إفرحلي" معبره بما تحمله من خفة ظل تكسر حدة السياق الدرامي للكلمات .
الكلمات في مجملها جيده لشاعر موهوب محترف على الرغم من أنها جاءت مقتضبه و مباشره .
ألحان : محمد يحيى
و هو الملحن صاحب النصيب الوفير من الأعمال السابقه مع "نصر محروس" شاعراً و منتجاً ، منها على سبيل المثال : (لازم أعيش - شيرين ، عينيه بتحبك - تامر حسني ، أنا مش هندم - بهاء سلطان ، عامل أيه - نبيل) و جميعهم من كلمات "نصر محروس" .
اللحن تمت صياغته من مقام البياتي مشتملاً على فكرتين لحنيتين ، الفكره الأولى (A) نستمع لها مع كلمات المذهب "اللي يعلي أناني بيصغر ..... إلى نهايتها عند ... و ده كان درس حياتي" و تتكرر مع الشطره التاليه "ده التعب اللي تعبته عشانك ... إلى أخرها عند .. كان يحلفوا بحياتي" الجمله اللحنيه إستهلاليه هادئه إنسيابيه ، أما الفكره الثانيه (B) تنقسم إلى قسمين الأول نسمعه مع كلمات الرجوع "كل الحلو معاك إتجرب ... إلى نهايتها عند .. كل وجع له نهايه"و الثاني مشتق من نفس الفكره اللحنيه نسمعه مع الشطره التاليه "ولا هشرحلك ولا تشرحلي ... إلى أخرها عند .. و اللي أنا شفته كفايه" تمتاز الجمله اللحنيه للسنيو بالقوه متجلياً ذلك بدءاً "أيوه بعدت بلاش تستغرب ... إلى نهايتها" كما جاءت مفعمه بالأحساس و خاطفه للأسماع .
اللحن في المجمل جيد و ملائم لأجواء الكلمات بمذاق موسيقي شرقي .
توزيع : إلهامي دهيمه ، أدهم دهيمه
يستهل الموزعان الأغنيه بجملة مقدمه (introduction musicale) قصيره و مختصره و يتم إستخدامها أيضاً في الفاصل و ينهيان بها كما هي الأغنيه ولا أدري ما إذا كانت من وحي خيالهم أم بإمضاء الملحن ، و على الرغم من بساطتها و وحدتها إلا إنها جاءت من النسيج اللحني للأغنيه معبره جداً عن الأجواء النفسيه .
رغم ندرة الألات الموسيقيه المستخدمه في التنفيذ إلا أنها أختيرت بعنايه لتناسب حالة الأغنيه و خاصتاً (البزق ، الكوله) ، العزف الجماعي للبزق بأنامل "أسامه حسن" و كولة "نادر الشاعر" بخلفيتهم "روكيت" بالجيتار أعطى ثقلاً موسيقياً للمعزوفه ، جملة "الباص" جاءت عاديه و مستهلكه لتدعم إيقاع من جمله واحده لم يتغير بطول الأغنيه .
التخيل الموسيقي للأغنيه ليس الأفضل مقارنتاً بجودة خامة الأغنيه كلماتاً و لحناً .
غناء : نبيل
من الملحوظ تطور الأداء الغنائي للمطرب "نبيل" و الذي يمتلك خامة صوت جيده و هو ما يحسب له و بالأحرى يضاف لإنجازات منتجه "نصر محروس" ، الأداء جاء مميزاً صادق في الإحساس سلس دون تعقيد أو تكلف ، متألقاً في غناء جملة "السنيو" بدءاً من "كل الحلو معاك إتجرب ... إلى أخرها". أعجبتني أيضاً عُربه السهله مع كلمات (ضامنني ، مبسمعشي ، واحده ، مبرجعشي) كما أجاد في أداء الطبقات الصوتيه المختلفه قراراً و جواباً ال (second) مع شطرة "أيوه بعدت بلاش تستغرب" .
هندسة الصوت :
تم إخراج الأغنيه بأعلى تقنيات هندسة الصوت و يتضح ذلك من مستوى التعامل مع مزج الصوت البشري و جميع الألات الموسيقيه المستخدمه (الميكس) و الذي تم بواسطة "أحمد حسام" و الإخراج النهائي (الماستر) لأحد أهم العلامات المسجله في مجال هندسة الصوت "هاني محروس" .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق